بقلم: بشّار زيدان
يأتي الحبّ في أقل الأوقات التي نتوقّعها به، فلا يستأذن ولا ينتظرنا لنكون جاهزين لاستقباله، بل يطرق أبوابنا ويغيّر حياتنا عندما يشاء. هذا هو ببساطة حال النجمة اللبنانية نانسي عجرم في أغنيتها المصوّرة الجديدة “قلبي يا قلبي”، هائمة في الحب الذي أتي في وقت غير مناسب.
التجديد والمفاجأة هما عنصران من الصعب إحداثهما باللون الرومانسي، إلا أنهما متواجدان وبقوّة في أغنية “قلبي يا قلبي” التي تحمل طابعاً خاص بها لا يشبه غيره، مع لمسة غربيّة في اللحن الإنسيابي الذي ينتقّل بين النغمات برقّة، وقد ترجم التوزيع حالة الأغنية برقيّ معتمداً على حضور الغيتار.
أداء نانسي عجرم وإحساسها بالأغنية يُدرّسان، فقد جعلت الأغنية تدخل إلى قلوبنا من لحظة سماعها وجعلت إحساسها يتغلغل بداخلنا وهي تخاطب قلبها لتعيّشنا حالة الحبّ الفريدة هذه.
تميّز الكليب بأجواءٍ يملأها الدفئ، إذ اعتمد على فكرة وجود نانسي وحدها في منزلها تصوّر نفسها، تعيش لحظات اكتشافها أنها واقعة بحبّ جديد، وكأنها توثّق هذه الحالة وهذه الأحاسيس. هنا تبرز مجدّداً قدرات نانسي عجرم التمثيلية، فليس من السهل أن يعتمد كليب بالكامل على أدائها التمثيلي ولا نتمكّن من إزاحة نظرنا عنها للحظة، إذ شدّت المشاهد لها وترجمت الأغنية بدقّة تامّة.
أبدع كل من شارك في صناعة هذا العمل من الشاعر والملحن نبيل خوري، الموزّع باسم رزق، المخرج رجا نعمة، وتمكّنت نانسي عجرم من إبهارنا مجدّداً، إذ قدّمت عملاً غير متوقّع، متقن بكل جوانبه، رغم أن الخوض بالتفاصيل لا يهمّ كثيراً عندما يفرض العمل نفسه بكل بساطة، فما أن تستمع لأغنية “قلبي يا قلبي” تعلم أنها ستكون “هيت” دون جدال.