برامج الأخبار الفنيّة: هل تملأ وقتها بأي كلام؟

بقلم: بشّار زيدان

لطالما كانت برامج الأخبار الفنيّة موجودة، سواءاً على القنوات العالميّة أو العربيّة، ولطالما جذبت محبّي الترفيه. لكن في الأعوام الأخيرة ومع تركيز القنوات التلفزيونيّة على تخصيص إنتاج أكبر لهذه البرامج مثل “Trending” و “The Insider بالعربي” وما شبههما، وتقديم هذه البرامج حلقات يوميّة، باتت مشكلة المحتوى تظهر بشكل أكبر يوماً بعد يوم. فرغم استطاعة هذه البرامج على تغطية أهم الأخبار والأحداث الفنيّة في كافة الدول العربيّة، وقدرتها على تحضير مقابلات حصريّة مع أكبر النجوم، إلا أن وجودها على الهواء بشكل يومي خلق لها مشكلة في انتقاء المحتوى الذي يستحقّ الحديث عنه وتغطيته من ذلك الذي لا قيمة له، فأصبح أي موضوع يثار على مواقع التواصل الإجتماعي يحظى بمساحة كبيرة من الهواء رغم أنه لا يستحقّ الحديث عنه من الأساس، وأصبح عدد كبير من الفنانين غير المعروفين يحظون بتغطية دائمة رغم أن الشريحة الأكبر من الجمهور لا تعرف من يكونون.

إنعدام الإنتقائيّة في المحتوى تجعل هذه البرامج تبدو في كثيرٍ من الأحيان وكأنه لا يوجد من يُراجع قيمة المواضيع المطروحة في بعض التقارير، مما يُضعف هذه البرامج رغم إطارها الجميل، ويُنقص من متعة المشاهد الذي يجد نفسه بدأ بمتابعة البرنامج للحصول على نوعيّة معيّنة من المحتوى إلا أنه حصل في الوسط على بعض “الحشوات” التي لا تعنيه لا من قريب ولا من بعيد.

تحتاج برامج الأخبار الفنيّة اليوم لإعادة تقييم، فإما أن تحرص على أن يكون كل محتواها بذات القيمة، أو إن كانت الساحة الفنيّة العربيّة لا تقدّم ما يكفي لتغطيته بشكل يومي فليتم تقليص عدد الحلقات الأسبوعيّة لهذه البرامج لتبقى قادرة على الحفاظ على مستواها.