إليسّا بين النرجسيّة وتسجيل الموقف في صاحبة رأي

بقلم: بشّار زيدان

أطلقت النجمة اللبنانية إليسّا العدّ العكسي لصدور ألبومها الجديد مع إطلاق الأغنية التي تحمل عنوانه “صاحبة رأي”. في الأغنية حالة موسيقيّة تستحق التوقّف عندها، فهي أغنية غير مألوفة للسمع، لكن ما أن تتعمّق في موضوعها وكلماتها حتى تتبادر لذهنك أسئلة كثيرة. 

“صاحبة رأي” هي أغنية ذاتية، أي أن إليسّا تتغنّى بنفسها في الأغنية، بكل ما لذلك من وقعٍ نرجسي الطابع. ورغم أن عدّة فنّانين قدّموا الأغاني الذاتيّة سابقاً، إلا أن التجارب السابقة حملت رسالة ما للمستمع، فمثلاً عندما غنّت أصالة نصري “شخصيّة عنيدة” كان الهدف من الأغنية تحفيزي يحثّ المستمع على خوض تحدّيات الحياة وعدم الاستسلام، وعندما غنّت شيرين “أنا كتير” كانت تهدف لمصارحة الذات والاعتراف بعيوبها وتناقضاتها. أما “صاحبة رأي” فتميل أكثر للنرجسيّة، ففيما قالت شيرين “أنا كتير أنا ألف حاجة على بعضها في حاجة واحدة، أنا واحدة عايشة لوحدها ومش حاسّة وِحدة” تقول إليسّا “أنا حاجة من كل حاجة… أنا حالة برا التصنيف” ورغم أن الأغنيتين تتشابهان في الموضوع والأفكار إلا أن “صاحبة رأي” تتخذّ موقفاً دفاعيّاً وتُشعرك بأنها تحكي فقط عن إليسّا دون أن تتيح للمستمع أن يجد نفسه في الكلمات أو أن يعيش حالتها. 

أما الجانب الموسيقي للأغنية من حيث اللحن والتوزيع فكان موفّقاً أكثر، وهو ما منح الأغنية تلك الحالة الخاصّة التي ذكرناها في البداية، إذ حمل اللحن جملاً غير مألوفة وتمكّن التوزيع من صياغة الأغنية بإتقان وتميّز. أداء إليسّا للأغنية منحنا جانب لا نسمعه كثيراً منها في الطبقات المنخفضة، أما المقاطع ذات الطبقات العالية فكانت ضعيفة وبدى واضحاً أن إليسّا تبذل مجهوداً كبيراً للوصول لتلك النوتات المرتفعة ما جعل تلك المقاطع غير مريحة للسمع. 

بين جوانبها الإيجابيّة والسلبيّة قد لا تكون أغنية “صاحبة رأي” الـ”Hit” الذي ينتظره الجمهور من إليسّا، إلا أنها دون شكّ تثير فضول الجمهور لما سيحمله ألبومها المقبل والذي سيصدر في الأول من أغسطس المقبل. هنا تجدر الإشارة إلى أن إليسّا تتصدّر إلى الآن في استفتاء تجريه مجلّة “ستارز كافيه” عبر “تويتر” حول أكثر ألبوم ينتظر الجمهور صدوره هذا العام: