بقلم: بشّار زيدان
مرّة جديدة تنجح نانسي عجرم في إبهارنا ومفاجأتنا، مرّة جديدة تقدّم شيء لم يسبقها عليه أحد، مرّة جديدة تثبت أنها خارج المنافسة لأنها ترفع السقف لمستوى يصعب على غيرها الوصول إليه. هذه هي العبرة الواضحة لكل من شاهد حفل نانسي على تطبيق “تيك توك”. أما في التفاصيل، فقد قدّمت نانسي عرضاً مبهجاً مكوّن من عدّة فقرات، في كل فقرة كانت تتنقّل من ديكور لآخر، ومع كل انتقال كانت تتبدّل الأفكار بأسلوب مبتكر لتأخذنا لأجواء مختلفة تتناسب مع التوزيعات الجديدة للأغاني التي قدّمتها.
بدأت نانسي الحفل مع “شيخ الشباب” و “ماشي حدّي” برفقة كورال اعتمد التوزيع الجديد للأغنيتين على أسلوب أدائهم، وسط ديكور هادئ اعتمد على الأشكال الهندسية باللون الأزرق ذكّرتنا بالحفلات المدرسيّة، تلتها زاوية أخرى تميّزت بالإضاءة الملوّنة. من بعدها قدّمت نانسي أغنيتيّ “في جاحات” و “يا كثر” بأداء عاطفي رائع، واعتمدت هذه الفقرة على الرقص التعبيري وسط الأجواء الدراميّة التي نقلتنا لحالة الأغنيتين. الفقرة الثالثة كانت فكرتها تعتمد على الإيقاعات غير التقليديّة، وبماذا يمكن أن نستبدل الآلات الإيقاعيّة إن لم تكن الأدوات المطبخيّة؟ وسط هذه الأجواء الطريفة قدّمت نانسي “زبّطت وخطّطت”، “معجبة”، و “عيني عليك”. أما مع أغنية “كيفك بالحبّ” فأخذتنا نانسي إلى أجواء حفلات الثمانينات، بديكوراتها، إضاءتها، وحتى أسلوب التصوير. برفقة فرقة موسيقية مؤلفة من الأطفال، قدّمت نانسي “يا اطبطب وادلّع” و “بلديّاتي” في جوّ مرح قريب من القلب. أما الختام فكان مع “إحساس جديد” في أجواءٍ رومانسيّة مميّزة. كان لافتاً اعتماد نانسي أسلوب ذكيّ في تبديل الجاكيتات التي ارتدتها بين كل فقرة وأخرى، لتضيف عاملاً مميّزاً يرافق فكرة كل فقرة.
ما قدّمته نانسي في عرضها المميّز هذا يعدّ إنجازاً جديداً في سنة غير اعتيادية، إلا أنها بذكائها واجتهادها تمكّنت من تحويل هذه السنة لفرصة لاختبار أفكار جديدة غير متوقّعة جعلتها سبّاقة في ابتكار موضة جديدة في الساحة الفنيّة مع كل عمل تقدّمه، وتبقى القيمة الأكبر في كل هذا هو إتقان نانسي لفن صناعة الفرح وإدخاله لقلوب الجمهور من خلال هذا العرض في وقت نحتاج فيه لكل قطرة سعادة وأمل.