نانسي عجرم تثير عاطفة عشّاق بيروت عبر مشهد مطبوع بذاكرتهم

بقلم: بشّار زيدان

عندما يستقي الفن عبرته من الواقع وينجح بنقل إحساس هذا الواقع بأدقّ تفاصيله، يتمكّن من ملامسة قلوب المتلقين بجرعة فائقة من العاطفة. هذا هو حال المشاهدين مع كليب “إلى بيروت الأنثى” منذ أن أصدرته النجمة اللبنانية نانسي عجرم قبل أيام. فالكليب بكل بساطة يجسّد مشهد راسخ في ذاكرة وحاضر اللبنانيين والكثير من الشعوب العربيّة التي يلجأ شبابها للهجرة بحثاً عن مستقبل يحاكي طموحاتهم وأحلامهم.

في الكليب نرى عائلة لبنانية، تشبه كل عائلة عربية، في جمعة أسريّة عفويّة يلتمّ فيها أبناء العائلة على العشاء، بلحظاتهم الفرحة، الطريفة، المفعمة بالمحبّة، لنكشتف بعدها أن مناسبة هذه الجمعة هي توديع الشقيق الأصغر الذي يستعدّ للهجرة. العمل بكافّة عناصره وأسلوبه السينمائي، نجح بكسب تعاطف المشاهد وكأنه أحد أفراد تلك الأسرة التي ستفتقد أحد أبنائها لسنوات مقبلة. واقعيّة الأداء وتجرّد العمل المرئي من أي إضافات لا تلزمه جعل الكليب يصل للمشاهد بشكل أفضل، وهنا لا بد من الإشادة بأداء نانسي التمثيلي الذي يثني عليه الجميع في كليب تقدّمه. إبتعاد الكليب عن مشاهد الدمار والحزن التي شهدتها العاصمة بيروت بعد تفجير المرفأ، وتوجّه العمل نحو قصّة غير مرتبطة بحدث آني، جعل الكليب غير مرتبط بوقت محدّد، بل قادر على أن يعيش لأجيال ويخاطب أجيال عاشت قصّته.