دينا الشربيني تُظهر موهبتها الطبيعيّة في لعبة النسيان

بقلم: بشّار زيدان

مع اقتراب شهر رمضان المبارك من نهايته، باتت نتائج المنافسة الدراميّة تتبلور، هناك مسلسلات جذبت المشاهد في البداية ومن ثم خسرت اهتمامه بسبب عدم تمكّنها من البقاء على ذات المستوى طوال حلقاتها، وهناك مسلسلات حافظت على حضورها ومن ضمنها “لعبة النّسيان”.

في “لعبة النّسيان” تمكّنت الفنانة دينا الشّربيني من إظهار موهبتها الطبيعيّة، الخام، في التمثيل، فرأيناها بدور “رقيّة” التي تفقد الذاكرة إثر محاولة انتحارها بعد مقتل زوجها ورجل آخر كانت على معرفة به في حادثة غامضة تُتّهم من بعدها بخيانة زوجها. بعد استعادتها الوعي تبدأ رقيّة رحلة البحث عن الحقيقة، لنكتشف أن الحادثة لم تُفقدها الذاكرة فقط، بل جرّدتها أيضاً من سلبيّات كثيرة كانت قد اكتسبتها ممّا عاشته في الماضي، مثل عدم اهتمامها بإبنها كما يجب، مبالغتها في الاهتمام بالموضة وتوابعها، وتفاصيل أخرى لم تعد تعنيها، إذ عادت إلى معدنها الأصلي وبات همّها الوحيد هو كشف حقيقة ما جرى وتبرئة نفسها من تهمة الخيانة التي نُسبت إليها من قِبل شقيق زوجها الذي على ما يبدو له الدور الأبرز في مؤامرة حيكت لتشويه الحقيقة.

إعتماد دينا الشّربيني على موهبتها التمثيليّة المجرّدة، الماكياج الخفيف، وتسريحة الشعر الطبيعيّة، زاد من مصداقيّة أداءها، وكانت هناك لحظات كثيرة في المسلسل تمكّنت فيها دينا من ملامسة عواطف المشاهد دون أي حواجز، مثل لقاءها بـ”زينب” لأول مرّة بعد استعادتها الوعي، رؤية ابنها لأوّل مرّة بعد الحادثة، ومواجهتها لوالد زوجها في مكتبه والذي كان من المشاهد القويّة في الحلقات الماضية.

الفنانة رجاء الجداوي تقدّم دوراً مختلف تماماً عن كل أدوارها الماضية مع “زينب”، إذ تمكّنا من رؤية جانب مختلف من قدراتها التمثيلية مع هذا الدور، فكانت شخصيّتها حقيقّة، قريبة من الناس، وأوصلت لنا أحاسيس الأمومة بصدق. ومن أبرز اكتشافات هذا المسلسل كان الطفل آدم وهدان، والذي يلعب دور “يحيى” ابن “رقيّة”، فمن الواضح أن موهبته التمثيليّة فطريّة ومميّزة، إذ قدّم عدّة مشاهد صعبة وكان أداءه فيها شديد الإقناع بالأخص عند مواجهته والدته بالكذب وإخفاء حقيقة فقدانها للذاكرة.

أحمد داوود الذي يقدّم شخصيّتين في المسلسل، لديه حضور دائم وهام في الأحداث، إلا أن المشاهدين ما زالوا بانتظار تطوّر علاقة “عمرو” و “رقيّة”، فهل سيحدث ذلك في الحلقات المقبلة؟

قد يكون لدى البعض ملاحظات على أداء بعض الشخصيات، أو على نواحي مرئيّة معيّنة في تنفيذ العمل، إلا أن هذا أمر طبيعي في كل مسلسل، لكن بالمحصّلة يُعدّ “لعبة النّسيان” واحد من المسلسلات الناجحة هذا العام كون أحداثه المتشابكة أبقت على عامل التشويق حاضراً على طول الخط.