حركة الإصدارات العالميّة تعود لطبيعتها… فهل يتشجّع النجوم العرب؟

بقلم: بشّار زيدان

عند بداية أزمة كورونا وما كان لها من تبعات على نمط حياة الناس وأساليب استهلاكهم لكل شيء، تلقّت الساحة الفنيّة بكافة قطاعاتها ضربة موجعة مع غياب النشاطات الفنيّة بالكامل، وليس الفنانين وحدهم هم الذين تأثروا، فعلى سبيل المثال نجد أن قطاع الحفلات الذي توقّف أثّر على كل من يعمل في القاعات، الإضاءة، هندسة الصوت، العزف، التنظيم، وتأثرت معهم حياة آلاف العائلات في كل مكان. صناعة الموسيقى حاولت ابتكار مخارج من الأزمة مثل الحفلات التي تبثّ عبر شبكة الإنترنت، والتي تفوّقت فيها النجمة نانسي عجرم ليتبعها بعد ذلك عدد كبير من النجوم في سلسلة الحفلات المنقولة عبر “شاهد”. لكن أساس صناعة الموسيقى يبقى الإنتاج الموسيقي ذاته، وبالتحديد صدور الألبومات.

رغم اكتفاء بعض النجوم العرب بإصدار الأغاني المنفردة، تُثبت المعطيات في صناعة الموسيقى العالميّة أن الألبومات هي أساس هذه الصناعة، وهي المحرّك الأقوى في الإنتاج الموسيقي. واليوم، نرى أن عدد كبير من النجوم العالميين البارزين قد أصدروا ألبوماتهم الجديدة على الرغم من أن أزمة الكورونا ما زالت في أوجها، وكانت البداية مع ليدي غاغا التي أصدرت ألبوم “Chromatica”، فرقة “Black Eyed Peas” مع ألبوم “Translation”، إلي غولدينغ التي أصدرت مؤخراً ألبوم “Brightest Blue”، كاتي پيري التي أعلنت أن ألبومها “Smile” سيصدر في 14 أغسطس المقبل، تايلور سويفت التي أصدرت ألبوم “Folklore” أمس، وبيونسيه التي ستطلق ألبومها المصوّر “Black Is King” نهاية شهر يوليو الجاري عبر “Disney+”.

كل هذه الإصدارات الهامة لنجوم ذوي أهميّة كبيرة عالمياً تشير إلى أن صناعة الموسيقى اختارت أن تتأقلم مع الوضع القائم، وأن الإنتظار غير وارد. فعلى ماذا يعوّل هؤلاء النجوم؟ الإجابة البسيطة على هذا السؤال هي أن استهلاك الجمهور للموسيقى لم يتأثر بالأزمة الصحيّة الجارية، فإن معظم مبيعات الألبومات حالياً هي إلكترونية يقوم بها المستمعين عبر أجهزتهم، ومن فعلاً يريد شراء الألبوم بنسخة الـ”CD” فيمكنه طلبه عبر الإنترنت. أما الخطّة بعيدة المدى هنا، هي أن يبدأ هؤلاء النجوم بالتخطيط للعام المقبل عندما تبدأ تأثيرات الأزمة الصحية بالتراجع، إذ أن إصداراتهم الجديدة الآن تمنحهم متّسع من الزمن لتخطيط حفلات العام المقبل، ووجود موسيقى جديدة يعرفها الجمهور في جعبتهم يضمن لهم نجاح هذه الحفلات.

في الساحة الموسيقيّة العربيّة يبدو أن النجوم العرب ما زالوا تحت تأثير الصدمة، وفي حيرة من أمرهم، لكن ما عليهم فعله هو النظر لما يجري عالمياً ودراسته، لأنه يزوّدهم بمعطيات كثيرة يمكن تطبيقها. ففيما كان العام يعد بكثافة في الإنتاجات الموسيقيّة، لم يُعلن رسميّاً إلا عن قرب صدور ألبوم النجمة اللبنانية إليسّا “صاحبة رأي” في الأول من أغسطس المقبل، والنجمة أصالة نصري التي أعلنت أن ألبومها الخليجي “لا تستسلم” بات جاهزاً للصدور أيضاً، كذلك الأمر مع النجمة اللبنانية كارول سماحة، والنجم السعودي عبد المجيد عبد الله الذي بدأ بالتمهيد لألبومه. أما النجمة اللبنانية نانسي عجرم فلم تقرّر بعد موعد صدور ألبومها الذي اكتمل، والنجمة المصريّة شيرين عبد الوهاب لم تعلن إلى أين وصلت في مراحل تسجيل ألبومها المقبل الذي كان منتظراً هذا العام أيضاً. فهل تعود حركة الإصدارات الموسيقيّة العربيّة إلى مسارها ليستعيد قطاع الموسيقى كلّه عافيته ويؤسّس لازدهارٍ أكبر العام المقبل؟