مع انتقال نسبة كبيرة من المستمعين لاستهلاك الموسيقى من خلال المنصّات الإلكترونيّة، بات لدى بعض النجوم هوس بأرقام المشاهدات وعدد مرّات الإستماع، لدرجة نكاد نجزم أن بعض هؤلاء يعتقدون أن المنافسة الفنيّة تنحصر بأرقام مشاهداتهم. فهل هذا الأمر صحيح؟ هل تتلخّص المنافسة في الساحة الموسيقيّة على هذا النحو؟
الإجابة المختصرة على السؤال هي لا، فالنجاح الفنيّ يحتاج لأكثر بكثير من أرقام المشاهدات. أما تفصيل الإجابة فيحتم علينا النظر للصورة الكاملة. المنصّات الإلكترونية مجتمعة تشكّل شقّ من انتشار الأغاني، لكن لكي تصل أغنية ما للجمهور فعليها أن تكون مسموعة لدى الجمهور عامةً: في الشارع، عبر الإذاعات، في الأماكن العامّة، في السيارات. ولكي تعرف الفرق عليك فقط أن تنظر للصورة من الإتجاه العكسي، فهناك الكثير من الأغاني التي يصل تعداد مشاهداتها للملايين لكن ما أن تنزل للشارع في أي مكان وتسأل الناس عنها ستكتشف أن أحداً لم يسمع بها أصلاً.
لم تعد أرقام المشاهدات معياراً موثوقاً للنجاح، إذ دخل إليه الكثير من تجارة المشاهدات الزائفة، وحتى المنصّات الإلكترونية باتت تعي وجود هذه المشكلة وتحاول ابتكار أساليب لمحاربتها، لكن إلى أن يتم ذلك فلا يمكن لأيٍ كان بأن يقنع الجمهور بأن أغنيته وصلت لعدد خيالي من المشاهدين في غضون أيام دون أن يكون لهذا النجاح الوهمي أي أثر على أرض الواقع.