يسرا تكسب رهانها وتشعل “حرب أهليّة” لاسترداد حقّها ممّن غدروا بها

بقلم: بشّار زيدان

تمكّنت النجمة المصريّة الكبيرة يسرا من كسب رهانها هذا العام أيضاً مع مسلسل “حرب أهليّة” الذي تتصاعد حبكته منذ أولى حلقاته وقد وصل مع الحلقة الثانية عشرة إلى مرحلة مثيرة من التشويق وبدأت خيوطه الدراميّة تتفاعل بقوّة بعدما اتضّحت جبهات هذه “الحرب الأهليّة”.

المسلسل إجتماعي بامتياز يعالج نماذج متنوّعة من العلاقات الإنسانيّة ويبرز وجود المشاكل والمشاحنات في كل علاقاتنا، بنسب مختلفة، بصور مختلفة، لكن في نهاية الأمر لا يمكن طبع العلاقات الإنسانيّة بلون أبيض أو أسود، فالشر والغدر والخيانة والحقد والضغينة والغيرة قد تتواجد في علاقاتنا مع أشخاص مختلفين سواءاً كان الحبيب، الصديق، الزوج، الأم، الإبنة، الأخ، الأب، وقد تجد هذه العلاقات سبيلها للجانب الإيجابي من الحبّ والتفاهم مجدّداً.

معالجة هذه العلاقات المتنوّعة فتحت أبواباً لطرح قضايا إجتماعيّة عديدة معها، مثل الإضطرابات النفسيّة، تأثير انفصال الأهل على الأبناء حتى في جيل الشباب، الإبتزاز الإلكتروني، الخيانة الزوجيّة، الإدمان، وغيرها. الغدر والخيانة أشعلوا خيوط الحرب ما بين يوسف (باسل خيّاط) ومريم (يسرا) بعدما احتال عليها واستولى على المستشفى الذي تملكه، إلا أن الخيانة أيضاً التي تعرّض لها والد إبنة مريم كانت السبب في صحوة الضمير التي أعادت العلاقة بينهما لطبيعتها. جبهة جديدة فُتحت في وجه يوسف بعدما خسرت تمارا (جميلة عوض) والدها، وبعدما اكتشفت زوجته (أروى جودة) أنه خانها مع نادين (سينتيا خليفة)، لتنطلق الآن رحلة مريم في استرداد حقّها وحقّ ابنتها.

يسرا تؤدّي هذه المرّة دوراً تبدو معالم اختلافه واضحة في صفات الشخصيّة، أبرزها برود مريم في مواجهة الصدمات وكأنها تخطّط للمواجهة بنضوج وليس بالجلبة والصراخ، أما أسلوبها اللاذع في الكلام والـ”attitude” الخاص بها فقد أثمر عن عدّة مواقف طريفة أضفت جانباً كوميدياً على العمل. مريم ورغم طيبتها إلا أنها ليست مثاليّة، ويظهر ذلك في أكثر من موقف مع نور (مايان السيّد) التي تعيش معها وتعتبرها بمثابة والدتها، إلا أن هذه العلاقة تتعرّض لأكثر من اختبار يريك عدم كمالها. حالات حسيّة مختلفة مرّت بها مريم، وكانت يسرا تجسّدها دائماً ببراعة لا متناهية مما جعل المشاهد يتعاطف معها ويشعر وكأن الشخصيّة تعيش معه.

وكما هو معتاد، تحرص يسرا على أن يكون معها طاقم متكامل، إذ يشعر المشاهد أنه تم اختيار الممثل المناسب في الدور المناسب، ما يرفع من مستوى العمل ككلّ، وهذه المرّة هناك انطباع أنك ترى كل من هؤلاء النجوم الشباب من زاوية مختلفة تماماً عمّا قدّموه سابقاً، سواءاً جميلة عوض، مايان السيّد، أروى جودة، سينتيا خليفة التي ستدخل الدراما المصريّة من أوسع أبوابها مع هذا العمل، أو حتى باسل خيّاط رغم مسيرته الطويلة في الدراما العربيّة إلا أن وجوده بهذا الدور المركّب وإلى جانب يسرا يشكّل منعطفاً جديداً في مسيرته الفنيّة.

بهدوء وغموض شدّ مسلسل “حرب أهليّة” المشاهد تدريجياً لأحداثه الشيّقة، فإلى أين تتجّه القصّة؟ وماذا سيكون مصير كل من الشخصيات؟ هذا ما سنتابعه في الحلقات المقبلة.