بقلم: بشّار زيدان
يتحدّث بعض النجوم والعاملين في المجال الفني بالفترة الأخيرة عن الألبومات والكليبات وكأنها باتت جزءاً من الماضي، أو كأنها موضة وفات أوانها، وبنظر هؤلاء فقد بات الإصدار الفني الأمثل هو إصدار أغاني منفردة وتصوير فيديو بسيط لنشره عبر منصّات التواصل الإلكترونية. يؤسفنا أن نخبركم بأن وجهة نظركم من أوّلها لآخرها خطأ، وخطأ كبير.
هذا النهج الذي يشبه سلوك الهواة المبتدئين الذين لا قدرات إنتاجيّة لديهم لا يعكس واقع الساحة الفنيّة ولا يمكّن أي نجم من تحقيق النجاح الذي يتمنّاه، والاكتفاء بأقل مجهود ممكن لا يعتبر تطوّر ولا تقدّم، بل هو أول خطوة على طريق الفشل.
صناعة الموسيقى لطالما تستقي اتجاهها من حركة السوق العالميّة، ورغم أن المنصّات الموسيقيّة الإلكترونية نشأت في أمريكا وأوروبا وكذلك منصّات التواصل وكافّة الأساليب الحديثة لتسويق العمل الفنيّ، إلا أن النجوم العالميين ومعهم شركات الإنتاج ما زالوا ينتجون الألبومات بذات الغزارة. من تايلور سويفت، جاستن بيبر، إد شيران، إلى دوا ليپا، ليدي غاغا، أديل، مروراً بكاميلا كابيلو، بيلي آيلش، شون مينديز، وغيرهم من أنجح النجوم على مستوى العالم، جميعهم يصدورن الألبومات ويعتبرونها أساس عطائهم الفني، وجميعهم يبحثون عن الإبداع والابتكار في تصوير كليباتهم، ولم يأخذوا الطريق السهل الذي يتحدّث عنه بعض النجوم العرب لأنهم يعلمون أن النجاح يتطلّب مجهود كبير لإقناع الجمهور واحترامه.
إن كان بعض النجوم غير قادرين على مجاراة المنافسة بقواعد اللعبة، أو لا يعلمون كيفية تقديم وتسويق العمل الفني كألبوم أو ككليب في الزمن الحالي، فعليهم دراسة ذلك جيّداً، البحث عن الأمثلة عربياً وعالمياً والتعلّم منها، وليس محاولة خداعنا بأن قواعد اللعبة قد تغيّرت وأن الفن بات مُنتج يستهلكه الناس عبر منصّات التواصل. رأينا نجوم ونجمات كبار سلكوا هذا الخط، فأين هي أعمالهم؟ لماذا مرّوا مرور الكرام إن كانت نظريّاتهم صائبة؟ لماذا لم يستطيعوا منافسة عمرو دياب ونانسي عجرم؟ النتائج واضحة، والجمهور أهم من أن نستخفّ بعقله بكلام لا يغيّر من واقع الساحة الفنيّة. من يريد أن يبقى في مصاف النجوم فليتصرف كالنجوم الكبار المبدعين الذين يقدّرون فنّهم وجمهورهم، ومن يريد اللعب وفقاً لقواعد مشاهير منصّات التواصل فليستمتع برحلة تراجع مسيرته الفنيّة يوماً بعد يوم.