منى زكي ترفع من مستوى الدراما وتضع “تحت الوصاية” على قمّة الموسم الرمضاني

النجاح والتميّز ليسا بجديدين على النجمة المصريّة منى زكي، إلا أنها هذا العام تمكّنت من التفوّق على ذاتها وعلى غيرها من خلال مسلسل “تحت الوصاية” الذي شدّ انتباه المشاهدين منذ حلقته الأولى وحتى النهاية. هذا النجاح لم يقم فقط على أهميّة القضايا التي طرحها المسلسل، بل على الأسلوب السينمائي الرائع الذي تمت فيه معالجة هذه المواضيع، فصحيح أن قضيّة القوانين المتعلّقة بالوصاية على الأولاد وورثهم بعد وفاة والدهم كانت في صلب المسلسل، إلا أنها طُرحت برواية مكتوبة بإبداع، فيها الكثير من الإنسانية والأحاسيس والأحداث التي تجعلك مشدود لكل لحظة من حلقات المسلسل، وكان التركيز الأكبر على هذه الرواية ومعاناة الأم في تأمين العيش الكريم لأولادها بعد أن ضاقت الدنيا بها.

أبدعت منى زكي في تجسيد شخصيّة “حنان”، الأم البسيطة التي تمتدّ قوّتها من طموحها في تحقيق أصغر أحلام أبنائها، فتدافع عن حقّها وتثبت قدرتها على النجاح في الإبحار بمركب زوجها وصيد الأسماك بكميّات تكفي لتزويد المطاعم بها، رغم كل الظروف الصعبة التي كانت تمرّ بها. كانت عاطفة “حنان” ومشاعرها الفطريّة تظهر في نظراتها، تعابيرها، لغة جسدها، وأصغر التفاصيل التي أضافتها منى زكي عليها ببراعة. وحتى في النهاية، عندما وقفت “حنان” للدفاع عن نفسها في المحكمة، كان حديثها ومفرداتها تشبهها هي، إلا أنها ببساطتها أوصلت رسالة بالغة الأهمية للمشاهد:

شخصيّات المسلسل كلها كانت مكتوبة بعناية، وقد اختير الممثلين بدقّة شديدة لأداء كل دور ما جعل المشاهد يصدّق حكاية كل منهم، فكل واحدة من هذه الشخصيات ساهمت في إنجاح العمل وإثراء قيمته الفنيّة. “العم ربيع” بطيبته ونهايته المؤلمة، الطفل “ياسين” وموهبته الفطرية، “صالح” الذي يمثّل أسوأ ما في ذكوريّة المجتمع، البحّارة الثلاثة “شنهابي” و “حمدي” و “عيد” الذين مرّوا بتحوّل كبير من محاولة استغلال “حنان” إلى مساندتها، وبقية شخصيّات المسلسل الذين تركوا جميعاً دون استثناء الأثر لدى المشاهدين.

على الرغم من أن “حنان” لم تحصل على نهاية سعيدة تستحقّها، إلا أنها ألقت الضوء على قضيّة اجتماعية يجب النظر بها، وعلى معاناة نساء كثيرات مثلها. “تحت الوصاية” بزخم قصّته ومعاييره السينمائيّة العالية قد يكون مادّة تستحقّ جزء ثاني يتابع قصّة “حنان” وعائلتها، بالأخص إن تمكّن المسلسل من تغيير القوانين على أرض الواقع. “تحت الوصاية” من تأليف خالد دياب وشيرين دياب، إنتاج “سعدي – جوهر”، وإخراج محمد شاكر خضير.