عمرو دياب يوازن ما بين الموسيقى الشرقيّة والغربيّة في ألبوم “سهران”

بقلم: بشّار زيدان

أصدر النجم المصري عمرو دياب ألبومه الجديد “سهران”، الذي يضمّ 12 أغنية جديدة بالإضافة لأربعة من أغاني ألبوم “أنا غير” كونه اقتصر على الإصدار الإلكتروني في الصيف الماضي. في ألبومه الجديد، يواصل عمرو دياب تركيزه على اللون الشرقيّ الذي عاد إليه بكثافة في العامين الأخيرين، حيث نرى تواصُل هذا النهج في “سهران”، “مهرجان”، “بالضحكة دي”، “عم الطبيب” التي تحمل طابعاً نوستالجي خاص، و”روح” التي تنتمي للّون الطربي.  في هذا الشقّ من الألبوم يقدّم دياب عدد من الأفكار المختلفة من حيث المواضيع والكلمات، ويُبحر في أنماطٍ شرقيّة مختلفة.

للأنماط الموسيقيّة التي نتوقّعها من عمرو دياب مكانة كبيرة في الألبوم أيضاً، فافتتاحيّة الألبوم مع “جامدة بسّ” تحمل لمسة لاتينيّة إيقاعيّة، وهي من الأغاني التي قد تحظى بالانتشار الجماهيري الكبير. “هيعيش يفتكرني” تفرض نفسها بمثابة الأغنية الرومانسيّة الدرامية الأبرز في الألبوم، وقد بدأت بتحقيق أصداء ملحوظة لدى الجمهور لما تحمله من كلمات قويّة وحالة موسيقيّة خاصّة. في “جميلة” يتّجه عمرو دياب للون موسيقي لم نسمعه منه سابقاً، فيه روح إيرلندية تذكّرنا بأغاني النجم العالمي إد شيران، وقد كان لافتاً مشاركة إبنته جنى في الأغنية بمقاطع باللغة الإنجليزيّة.  حالة رومانسيّة مختلفة نعيشها في “مكانك في قلبي”، حيث يؤديها عمرو بإحساسٍ مرهف. “حلوة البدايات” من أكثر أغاني الألبوم تميّزاً، فهي تتناول موضوع جديد حول جمال بداية أي علاقة والأحاسيس الخاصّة بهذه المرحلة، كما وأن توزيع الأغنية ميّزها بشكل كبير جامعاَ ما بين الإيقاعات الشرقيّة والحداثة الغربيّة. بحضورٍ طاغي للغيتار ترسم “زي ما انت” لوحة رومانسيّة تعبّر عن حبّ لا يغيّره الزمن. أما أغنية “يا روقانك” فتحمل جملة لحنيّة مميّزة يسهل حفظها، وفيها أجواء موسيقيّة تناسب كلامها وفكرتها. 

هنا لا يسعنا سوى أن نتمنّى من عمرو دياب أن يعود للأغاني المصوّرة هذا العام ويقدّم لجمهوره كليبات جميلة تعكس جمال الأغاني وتمنحها بعداً مرئيّاً

في ألبوم “سهران” تنوّع كبير في الأفكار والأنماط الموسيقيّة، إذ استطاع عمرو دياب أن يحقّق التوازن بين أذواق وتوقّعات مختلفة ينتظرها الجمهور منه – إذ تعمّق بالموسيقى الشرقيّة ولم يتخلّى عن هويّته الموسيقية كرائدٍ في تقديم الألوان الموسيقيّة الجديدة. من الواضح أيضاً أن الألبوم تمت دراسته وتنفيذه بإتقان، لتكن فيه نسبة التجديد مدروسة بشكلٍ يبقي الأغاني قريبة من الناس. هنا لا يسعنا سوى أن نتمنّى من عمرو دياب أن يعود للأغاني المصوّرة هذا العام ويقدّم لجمهوره كليبات جميلة تعكس جمال الأغاني وتمنحها بعداً مرئيّاً. ألبوم “سهران” بات متوفّراً على جميع المنصّات الإلكترونيّة، كما وبإمكانكم الحصول عليه عبر “Apple Music”: